كشف استطلاع للرأي أجرته شبكة "إسلام أون لاين.نت" أن مياه الصنبور هي المصدر الأول لمياه الشرب لدى كثير من المشاركين والذين بلغ عددهم 2583 مشاركا، رغم اقتناعهم بأن المصدر الأكثر أمانا هو المياه المعبأة بزجاجات أو ما يطلق عليها المياه المعدنية، وهذا ما اختلفت معه قليلا وجهات نظر المتخصصين.
من خلال الاستطلاع الذي استمر لمدة 6 أيام في الفترة من 11-2-2010 حتى 16-2-2010- ظهر أن 45.04% من المشاركين يعتمدون على الصنبور للحصول على مياه الشرب، بينما اعتمد نحو% 21.43 من المشاركين على مياه الفلاتر، في الوقت الذي أفصح فيه 46.54% من المشاركين عن ثقتهم في المياه المعدنية، واعتبر 22.27% آخرون مياه الفلاتر أكثر أمانًا.
وتعقيبًا على نتيجة الاستطلاع أكد الدكتور أحمد محمود شعبان أستاذ ميكروبيولوجيا المياه بالمركز القومي للبحوث في مصر أنه رغم قلة عدد المشاركين في الاستطلاع، فإن نتائجه تدل على عدم وعي لدى الجمهور، مرجعًا ذلك للتشكيك الدائم من قبل كثير من وسائل الإعلام في مصادر المياه بدون أدلة واضحة، وانسياق الجمهور وراء هذه الوسائل دون التدقيق في مصداقية ما تصرح به.
واستطرد الدكتور شعبان قائلا: "لابد أن ينتبه الجمهور لمصدر المعلومات التي يسمعها أو يقرؤها، ويتأكد من أن المتحدث في الأمر هو بالفعل متخصص فيه".
مطابقة للمواصفات
في عام 2009 قام قسم بحوث المياه بالمركز القومي للبحوث، بالتعاون مع وزارة الإسكان المصرية والمسئولة عن إنتاج مياه الشرب بعمل مسح ودراسة على نوعية المياه على مستوى جمهورية مصر العربية، وكانت نتائجها مطمئنة، حيث أظهر المسح أن معظم مصادر المياه في مصر تعتبر مطابقة للمواصفات المصرية والعالمية.
وأوضح دكتور أحمد قائلاً: "بما أن مصدر المياه الأساسي آمنا فتعتبر مياه الصنبور كذلك، إلا إذا وجدت مثلا مشكلة بمواسير التوصيل، وأنا شخصيا أعتمد على مياه الصنبور، وأنصح بغلي المياه لتنقيتها وقتل الميكروبات قبل استخدامها للأطفال، أو في الأماكن الريفية فهي الأرخص والأكثر أمانا".
وحول عدم إقبال كثير من الجمهور على استخدام الفلاتر كما ظهر في الاستطلاع، أشار دكتور شعبان إلى أن انتشار أنواع كثيرة منه وتفاوت أسعاره، بجانب عدم وعي الجمهور بكيفية اختيار النوع المناسب هي أهم الأسباب، كما أن عدم الاهتمام بصيانته الدورية قد تجعله يجلب ضررا وليس فائدة.
فإذا اختير الفلتر بما يتناسب مع مصدر المياه، وتم عمل صيانة دورية له، فسيكون الناتج مياه شرب آمنة.
مياه معبأة لا معدنية
وعن ارتفاع نسبة الثقة في المياه المعدنية أو المعبأة، فقد بدأ الدكتور محمد أنور الديب أستاذ تلوث المياه بالمركز القومي للبحوث حديثه بالاعتراض على وصف المياه المعبأة بزجاجات بأنها معدنية، وقال هي مجرد مياه معبأة في ظروف صحية جيدة، ولكن من الخطأ أن نطلق عليها اسم مياه معدنية فهي مياه لا يضاف لها أي مواد خارجية.
أما عن ثقة الجمهور بها فاعتقد أنها ثقة قد تكون في محلها، وذلك لعدم ثقة الناس في مياه الصنبور، حتى وإن كان مصدرها الأول آمنًا، وذلك لوجود بعض المشاكل في بعض شبكات المياه التي تصل في القاهرة مثلا لأكثر من 25 ألف كيلومتر، وكذلك محطات معالجة المياه التي تمر بها المياه قبل وصولها للصنبور.
وأضاف: "بعض محطات المعالجة لا توجد بها رقابة، ولا تلتزم بنسبة الكلور الآمنة المسموح بها في المياه، مما يجعلنا نخشى ظهور المركبات العضوية المسرطنة نتيجة استخدام الكلور بنسب عالية، وهذا عكس ما يجري مع المياه المعبأة بزجاجات، والتي تعقم بالأوزون أو الأشعة فوق البنفسجية فلا احتمال لوجود هذه المركبات المسرطنة بها، غير أنها تمر بالعديد من مراحل الفلترة الآمنة قبل تعبئتها".