تقرير أعده- أدهم عطية - رغم أن أكثر من مليار شخص حول العالم يشاهدون مباريات كأس العالم، إلا أن الشخص الوحيد المفترض فيه أن يشاهد هذه المباريات مجبراً بحكم عمله لا يشاهدها، او لنقل لا يشاهدها كما يجب، ونقصد هنا الحكم، فاحد ابرز ظواهر كاس العالم الحالية بجنوب افريقيا هي "أخطاء الحكام" التي باتت سمة مشتركة لأغلب مباريات البطولة خاصة في مباريات دور ال 16.
ولا أحد يعلم إذا كان مسلسل الأخطاء التحكيمية، سيكون "عرض مستمر" في الأدوار التالية، ام سيتدخل حكماء الفيفا لإيقاف هذه المجزرة التحكيمية. وإن كانت هناك بعض البوادر الايجابية، خاصة بعد تصريح سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم واعتذاره عن هذه الاخطاء قائلاً : "لم يكن أداء الحكام من فئة 5 نجوم، أشعر بالإحباط للأخطاء الواضحة، وأقدم اعتذاري".
أكثر من 360 دقيقة استغرقتها المنتخبات الثمانية الكبار قبل أن تصل إلي الدور "ربع النهائي" أو دور الثمانية كما يطلق عليه، الآن العدسة اقتربت أكثر وأصبحت مسلطة علي ثمانية فرق فقط، وحدها تملك عملياً فرصة متساوية للوصول للمربع الذهبي، ومن ثم الحلم الأكبر للحصول علي كأس الكرة الأرضية.
مباريات دور الثمانية ستبدأ يومي الجمعة والسبت في نفس التوقيتات السابقة (5 عصراً-9:30 مساءاً)، وستكون البداية بمواجهة أمريكية -أوربية بين البرازيل المرشح الأول للكأس وهولندا "برازيل أوربا" كما يطلقون عليها، ورغم ان أغلب الترشيحات تصب في اتجاه البرازيل إلا أن ما قدمته حتى الان يجعلها معرضة بنسبة لا يستهان بها لهزة من الطواحين الهولندية، اصحاب الاداء القوي الثابت الذي لا يخلو من فنيات عالية.
لقاءات الفريقين في كأس العالم كانت متعددة أخرهما كانت في مونديال 1998، حين تقابلا في الدور نصف النهائي، وحسمت البرازيل النتيجة لصالحها بركلات الترجيح. وفي مونديال 1994 تقابلا في الدور ربع النهائي وفازت البرازيل بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
المباراة الثانية وهي مساء يوم الجمعة، ستجمع بين ثاني فرق أمريكا اللاتينية التي وصلت لدور الثمانية، وهي اوراجوي، مع الممثل الافريقي الوحيد في دور الثمانية، منتخب غانا، الذي تدعوه له كل الجماهير المصرية والإفريقية لكي يذهب لكي يدخل المربع الذهبي ليكون بذلك أول منتخب إفريقي، وربما يعوض ذلك الإخفاق الكبير الذي منيته به الفرق الإفريقية، في أول نهائيات كاس عالم لكرة القدم تقام علي أرض أفريقية.
نهار السبت، سيكون موعدنا مع الساحر ميسي ورفقاءه، في ثاني مواجهة أمريكية-أوربية في دور الثمانية، عندما يتلقي المنتخب الأرجنتيني مع الماكينات الألمانية بشكلها الجديد، في مقابلة ثارية، ففي المونديال السابق تقابل منتخبا ألمانيا والأرجنتين في الدور ربع النهائي أيضا، فهل يعيد التاريخ الكروي نفسه ويكرر المنتخب الألماني فوزه على نظيره الأرجنتيني يوم السبت، أم هل سيثأر لاعبو مارادونا لأنفسهم؟ على أي حال فأحد هذين المنتخبين الكبيرين ملزم بإقصاء الآخر، والفائز منهما ستنظره مقابلة ليست سهلة علي الإطلاق مع الفائز من مباراة اسبانيا وباراجواي المقامة ليل السبت.
أخر مباريات دور الثمانية ستكون أيضا مواجهة امريكية-أوربية، بين المتادورد الاسباني، ثاني المنتخبات العالمية في ترتيب الفيفا وصاحب اقوي الدوريات الأوربية، وفي الناحية الاخري منتخب باراجواي في ظهوره الأول في دور الثمانية، نظرياً فرصة اسبانيا اكبر، رغم بدايتها المتواضعة، بهزيمة من المنتخب السويسري، إلا انها مازالت احد الكبار المرشحين للوصل للمباراة النهائية، خاصة وان منتخب باراجواي لم يقدم أداء مقنعه أمام اليابان التي كانت أفضل، ولكن ضربات الجزاء الترجيحية أهدتها بطاقة التأهل لدور الثمانية، عل كل حال المفأجات واردة.