تقرير – خالد البرماوي
الأمر أشبه بأن توجه دعوة لأهل بيتك لكي يزوروك، وتقوم بإعطائهم الهدايا على أساس أنهم زائرين وغرباء عنك.. هذا بالضبط ما فعلته وزارة السياحة المصرية حينما شرعت في حملة "مصر روحها في رمضان" بهدف الترويج للأنشطة التي تحدث في مصر خلال شهر رمضان لحث السائحين العرب علي زيارة مصر والاستمتاع بليالي رمضان الساحرة على ضفاف النيل.
الفكرة ذكية وأكثر من رائعة، وحسب ما قاله - في تصريحات سابقة - رئيس قطاع السياحة الدولية بهيئة تنشيط السياحة، سامي محمود:"هذه الحملة أقيمت لأول مرة لتنشيط حركة السياحة العربية إلى مصر التي تبلغ 3 ملايين سائح سنوياً".
والسبب كما قال:"رمضان سيأتي لمدة أربع أو خمس سنوات قادمة خلال فترة الصيف وهى فترة الذروة للسياحة العربية، لذا أردنا أن نطرح فكرة هذا البرنامج".
إلي هنا ولا نملك إلا نعجب بالفكرة ونرفع لأصحابها القبعة، وكنا نتمنى أن نستمر في هذا الإعجاب حتى مرحلة التنفيذ وجنى الثمار.. ولكن ما حدث جاء مغايراً تماماً لأهداف الحملة التي أعلنوها بأنفسهم.
الطبيعي، والمنطقي، والمعتاد، في أي حملة ترويجية تستهدف جذب سائحين إلي مصر، أن تبدأ بجذبهم أولاً، وجذبهم يبدأ من بلدهم وليس من مطار القاهرة !!
الحملة بدأت في التركيز علي السائحين القادمين لمصر بالفعل، لإقناعهم بان يأتوا إلي مصر، وذلك في قلب مطار القاهرة ؟! وسر اللغز على ما يبدو يكمن في القناعة التي ترسخت لدى مسئولي هيئة تنشيط السياحة، بأن أرض المطار ليست مصرية لذلك تعاملوا معها كأنها "بلاد برا".
التخطيط السيئ لتنفيذ حملة "مصر روحها في رمضان"، جعلها عرضة للفساد والنهب، وبمنتهى البساطة بدون مجهود ستلاحظ "أكشاك"موجود في صالة الوصول في المطار الجديد، المفترض أنها تعطي السائحين العرب هدايا تذكارية على سبيل الترويج للسياحة في مصر! هذه "الأكشاك"، أصبحت بمثابة "جمعية استهلاكية" تعطي عشرات الهدايا بدون رقابة لموظفي المطار، وعمال النظافة، ورجال الأمن، وكل من هب ودب، ما عدا السائحين!!
نفهم أن يكون هناك ترحيب بالسائحين وتعريف بالبرامج السياحية والثقافية والفنية خلال شهر رمضان، كنوع من استكمال الدور الترويجي، ولكن لا تبدأ وتنتهي الحملة على ارض مصر، فنروج "داخلياً" لجذب سائحين من "الخارج"، ونعطي هداياهم لعمال المطار، وكأننا ندعو المصريين لزيارة مصر.