الان على موبايلك مواعيد القطارات وأسعار المنتجات

أصبح من المألوف في المتاجر الكبيرة أن نرى أجهزة بجوار البائع؛ حيث يمرر الرجل مجموعة المشتريات التي نريدها على هذا الجهاز ليخبرنا في النهاية بالمبلغ الإجمالي لما اشتريناه‏، وقد نعرف بالبديهة أن هذا الجهاز يقرأ رموزا معينة موضوعة على كل منتج لتحدد سعره‏،‏ وربما يكون ذلك هو كل ما نعرفه عن تقنية الباركود أو تلك الشرائط الطولية التي نراها مرسومة على كل منتج‏.‏

ويمتد نطاق استخدام هذه التقنية الرائعة إلى مجالات كثيرة‏، ولتتخيل معي أنك واقف في محطة قطارات‏، وتريد أن تسافر إلى مكان ما مثلا وتمر أمامك القطارات، ولا تدري أيا منها يتجه إلى هذا المكان تحديدًا‏، ومتى سيتحرك القطار المتجه لهذا المكان إلخ‏، ولديك هاتف محمول مزود بكاميرا‏، فكل ما عليك فعله هو التقاط صورة للباركود المرسوم على مقدمة القطار أو على جانبه، وسيعلمك فورًا الهاتف كل ما توده من تفاصيل، مثل أين يتحرك هذا القطار؟ وما موعد قيامه أو وفي أي المحطات سيتوقف‏، ألن يكون ذلك رائعا؟

الباركود في اليابان

الصورة السابقة ليست من الخيال، فبالفعل هذا ما يحدث في اليابان وأمريكا وأوروبا، وتحديدا في اليابان يتم وضع كود لجميع المنتجات، وليس في الملصقات والمجلات فحسب، بل في القمصان واللوحات الفنية إلخ.

فمعظم الهواتف المحمولة المباعة هناك مزودة ببرنامج لقراءة أشرطة أو رموز الباركود‏، وبعيدا عن التطور الحادث في شكل الباركود، ففي البداية كانت المعلومات تخزن في مصفوفة رقمية، ثم تفرعت وتعددت أنواعه، لكن تبقى فكرة العمل ثابتة؛ حيث يلتقط الهاتف المحمول صورة لهذه المصفوفة الرقمية ثم يقوم البرنامج الموجود في الهاتف المحمول بتحويلها إلى عنوان موقع إلكتروني أو نص أو رقم‏، وإذا كان رقما‏، فيرسل إلى حاسب يرد بدوره برسالة تحتوي على معلومات من خلال تفسير هذا الرقم‏.

ووجود مثل هذه الخدمة يفيد أثناء التسوق في المحالات التجارية؛ حيث تتيح معرفة المنتج مخفض السعر، وهو ما يستفيد به المستهلك.‏

وفي إسبانيا وافقت شركات الهاتف المحمول مثل أورانج وتليفونيكا وفودافون على تحميل برنامج يتعرف على إيز كود ‏(نوع من تقنيات الباركود‏)‏ وكذلك سامسونج في الولايات المتحدة من خلال بيع هاتفها المحمول المعروف باسم‏ 'إكس إكليم‏'،‏ والمزود ببرنامج سكانوبي لقراءة الباركود،‏ وهذه البرامج مجانية وتكسب الشركات المصممة لها من تحميل المعلنين والناشرين كلما استخدمها الناس‏.‏

مصر وحلم التطور

بالنسبة لنا في مصر يجب ألا نحلم كثيرًا بدخول مثل هذه التقنيات بسهولة‏، فتطبيق هذه التقنية في سوق مثل السوق المصرية بالرغم من فوائده الكثيرة، سواء للمنتجين أو المستهلكين‏، لن يتم على الأقل في المستقبل القريب‏، أقلها لأنه لا توجد هناك منظومة معلوماتية ثابتة فكل شيء يتغير حسب الظروف والأحوال‏، فمواعيد القطارات لدينا على سبيل المثال لا تثبت في أي وقت من العام، وبالتالي فإن استخدام مثل هذه التقنية في مجال كهذا لن يكون مفيدا بحال من الأحوال‏.

وفي حالة استخدام الباركود عبر المحمول في المتاجر الكبرى فالأغلب أن شركات المحمول المصرية لن تطبقه بالطريقة الجارية في دول العالم الأخرى‏، بل ربما تحمل هذه الخدمة على فاتورة المستهلك، خاصة أن استخدام هذه التقنية سيقود إلى استخدام مكثف للإنترنت؛ حيث سيلجأ المستخدم كثيرا للدخول على الإنترنت لمعرفة المعلومات المطلوبة التي يقرؤها هاتفه المحمول عن منتج معين‏، ولا يوجد ما يمنع شركات المحمول من أن تستغل ذلك في تحميل المستهلك فاتورة الاتصال، أو أنها تحسب عليه التكلفة في حالة أن المستخدم يريد معرفة نسبة الخصم الموجودة على منتج معين‏، وبالتالي فإن الخصم الذي سيحصل عليه سيذهب إلى جيوب شركات الاتصالات‏، ‏ولننتظر لنرى ماذا سيحدث؟