صرّح متحدث باسمIBM في بيان له يوم الجمعة الموافق 17/3/2000 أنه تم اكتشاف بعض التفاعلات الكيميائية، والتي يمكن أن تضاعف القدرة التخزينية للأقراص الصلبة ووسائط التخزين الأخرى إلى 100 ضعف. التفاعل الكيميائي الذي اكتشفه علماء من المعامل البحثية لـ IBM يجعل المواد المغناطيسية تعيد توزيع نفسها تلقائيا في نسق جيد التنظيم.
وقد شرعت IBM في أبحاث ما أسمته بـ Nanotechnology "التقنية متناهية الصغر" (النانو جزء من بليون جزء لأي وحدة قياس)، ويمكن باستخدام أحد أساليب تلك الأبحاث - تحت الظروف العادية من درجة الحرارة والضغط الجوي- قراءة وكتابة البيانات بكثافات قد تصل إلى 300 جيجا بايت في البوصة المربعة، وهو ما يمثل زيادة حادة تتراوح ما بين 20- 50 جيجا بايت في البوصة المربعة الواحدة، بالطبع مع توقع مشاكل الثبات المتعارف عليها والخاصة بالوسائط المغناطيسية.
كانت IBM قد استخدمت عام 1999 بقعًا تخزينية تسمح بالتخزين على وسط مغناطيسي حوالي 35.3 بليون بيت (35.3 1x109 bit) في البوصة المربعة الواحدة. وقد أسمت IBM الجزيء الجديد بـ nanoparticle " الجزيء متناهي الصغر" والذي يصل حجمه إلى حوالي نصف متوسط البقعة الواحدة. وحسب البيان.. فإن التفاعل المكتشف يجعل القدرة على التحكم أدقّ في كل جزيء متناهي الصغر وكذلك المسافة بين كل منها، كما أن الجزيء المتناهي الصغر الجديد أكثر انتظامًا في حجمه 10 مرات عن الجزيء القديم، والذي يعني بالضرورة الدقة في تتبعه والسهولة في الوصول إليه.
أخيرًا.. فإن IBM تأمل في أن تمكِّنها هذه التقنية من تخزين بيت واحد (one bit) من البيانات على بقعة تخزينية واحدة من المادّة المغناطيسية المستخدمة في التخزين بدلاً من تخزينه على 1000 بقعة كما هو مستخدم الآن.
خلفيــة تقنيـة
ولعمل هذا الجزيء المتناهي الصغر المغناطيسي يتم تسخين جزيئين عضويين مختارين، وهما كاربونيل الحديد (iron carbonyl) وأسيتيل أسيتونات البلتينيوم (platinum acetylacetonate) ، حيث يتفاعل الجزيئان سويًا، فينفصل الحديد والبلتينيوم عن المركبين الأساسيين، ويتحدان مكونين سبيكة حديد بلتينيوم كروية الشكل، ثم يتمّ إحاطة هذه الحبيبات الناشئة بغلاف رقيق للغاية من حمض وأمين زيتي (oleic acid and oleyl amine) تحفظ لكل منهما خصائصه الطبيعية والمغناطيسية في شكل مصفوفة منتظمة.
وبزيادة التسخين في غياب الأوكسجين.. يتم تحميص/ تصليد تلك الحبيبات في مكانها ليتحول الغشاء المحيط بها إلى غلاف كاربوني صلد يربطها في مكانها وفي نفس الوقت يمنع أكسدتها، هذا التسخين ويسمي بالتصليد "annealing" من شأنه إحداث تغيير حاسم للتركيب الذري داخل الحبيبات نفسها، كما يجعلها تتخذ توجهًا مغناطيسيًا قيمًا.
العقبات المتعارف عليها في مثل تلك الوسائط والمشار إليها بعضها فني، ويشمل قدرة التحمل، ونعومة السطح، والثبات الكيميائي، وتحمل التعبئة لفترات زمنية، والتوافقية مع المواد المستخدمة في صناعة القرص نفسه كالغلاف مثلاً..إلخ.