قرينك على الكمبيوتر

تخيل نفسك تجلس أمام الكمبيوتر، تتحدث؛ فتجد صورتك على الشاشة تردد نفس الكلام! نعم، قد يحدث هذا قريبًا، ففي نظام حديث تعمل معامل "وكالة ناسا" للفضاء في كاليفورنيا الآن على تطويره يمكنك إدخال صورتك على الكمبيوتر، وجعلها تنطق، وتتكلم، وتقول ما يحلو لك أن تجعلها تقوله، فهو نظام كمبيوتر رقمي للصور الآدمية المتحركة، يستطيع أن يستخدم أصغر وحدات الكلام وتسمى الفونيمة phoneme لتحريك قسمات الوجه في الصورة؛ لتظهر كإنسان طبيعي يتحدث.

النظام الجديد يعمل بالصوت؛ فهو يعتمد على الصوت الذي يدخل له؛ فيعطي رد الفعل الحركي الذي يلائم منطوق هذا الصوت سواء على الشفاه أم على قسمات الوجه المختلفة؛ فيقنعك بأن تلك الصورة هي المتحدث إليك؛ وعلى خلاف الكرتون فهو يستخدم صور الفيديو وحركات الوجه لأناس حقيقيين، ورغم أن تطوير تلك العملية ما زال في مراحله الأولى؛ فإن النتيجة النهائية ستكون صورة آدمية تتحدث بطبيعتها.

وقد تم تصميم هذه التقنية بكفاءة اتصال تسمح لها بالعمل سواء عبر خطوط التليفون أم عبر خطوط البيانات، كما أنها تستخدم نسب بث للبيانات (عدد البيتات bits المرسلة في الثانية) أقل من النسب المطلوبة لبث صور الفيديو الحقيقية مما يساعد على توسيع دائرة استخدام هذه التقنية مع الاحتفاظ بالشكل الحقيقي والطبيعي لصورة الوجه المتحدث.

بالطبع سيكون هناك العديد من التطبيقات التجارية على هذا النظام الذي يطلق عليه اسم "الشخص الرقمي" "Digital Personnel" فسيكون من الممكن مثلا عند استخدام التليفون المرئي اختيار صورة معينة لك أو لأي شخص آخر -كأحد المشاهير- لتظهر دائمًا أمام الطالب وتتحدث أنت من خلالها.

استخدام صفحات الويب Web على الإنترنت في خدمة العملاء مع الاستعانة بوجه بشوش وصوت لبق من أهم تطبيقات تلك التقنية.

كما يمكن استخدامها في التعليم عن بعد أو في ألعاب الفيديو Video games أو في الرسوم المتحركة، أو تقديم شتى الخدمات على الإنترنت بصوت حي وشخص رقمي مما سيساعد المستخدم، كما سيمكن المقدم من الحديث دون الحاجة لأن يتصفح الورق الذي أمامه ورأسه لأسفل، فالشخص الرقمي هو الذي يراه المستخدم، وهو الذي يتحدث مباشرة إليه.

ورغم كل ما لهذه التقنية من مزايا؛ فإنها ستفقد الإنسان الإحساس بالحقيقة والتفرقة بينها وبين الخيال، بل وأهم من ذلك ستفقد الأشخاص هويتهم، فكيف نستطيع في المستقبل التفريق بين الشخص الحقيقي والشخص الرقمي عند رؤيتهم على الشاشة، وهل سنتعاطف مع كليهما بنفس الدرجة!!!

أنصحك في المستقبل ألا تصدق كل ما ترى.