لماذا لا نعرف ان نختلف؟

لماذا لا نسمع للاخر لماذا لا نعرف ان نختلف فديننا الجميل لم يرفض ذلك ودعا الى الاجتهاد وتقبل الاراء واحترام الاراء لكن للاسف دائما واثناء فترات الخلافة الاسلامية القوية كل من تربى هناك في بغداد او دمشق كان يأخذ هذا الطابع المتشدد في الحكم على الاخرين فنجد الحجة الغزالي وهو وسطي جدا قد كفر الفلاسفة المسلمين في كتابه تهافت الفلاسفة ورد عليه الرائع ابن رشد في كتابه تهافت التهافت في الرد على ابي حامد وهذا ابن تيمية قد كفر جابر بن حيان واتهمه بالسحر ثم ظهر جليا ان جابر كان ابو الكيمياء بل لقد كفر كثير من مشايخ الاسلا م والقضاة ابن تيمية نفسه عليه رحمة الله في مسائل كثيرة وعلى راس من كفره شيخ الاسلام ابن حجر الهيتمي وهكذا في هذه المناطق كان دائما الخلاف بهذه الحدة ولكن انظر الى ابن عربي مثلا فقد اختلف مع احدهم يوما في مسألة في صلب العقيدة فقال له في نهاية حديثه اخطئ عقلك ولم يخطئ ايمانك وذلك لأن ابن عربي نشأ بعيدا عن الخلافة نشأ هناك في الاندلس بعيدا عن هذه الصراعات فهيا نخطئ العقل ولا نخطئ الايمان وخصوصا في المسائل الفقهية التي بها خلافا معتبرا ولكن فوجئنا في عصرنا الحالي بعودتنا الى الوراء جدا بهذه اللغة الغريبة التي سمعتها من بعض مشايخنا وخصوصا السلف فهذا ضال في العقيدة وهذا يعبد العدم وابوحنيفة هذا ابو جيفة الى اخر ما وصل الينا من الفاظ لا تقال فهذا يعبد القبور وهذا كلب عاوي الى اخره من الالفاظ التي جعلت بعض الناس قد كتب قاموسا للشيخ الالباني عليه رحمة الله سماه قاموس شتائم الالباني والله وهذا قسم انا احترم كل مشايخنا وعلماؤنا واحترم اجتهادهم ولكن كل يخطئ ويصيب ولا احنا وصلنا لحديث النبي في اخر الزمان يقبض العلم قالوا كيف ذلك يا رسول الله فقال بقبض العلماء فلا يبقى الى علماء يفتون فيضلون الناس نعوذ بالله من ذلك فلنكن اندلسيين في نقدنا لبعض لا نجرح بقدر ما نبين الحقائق عذرا لطول المقدمة اما عن الموضوع الحالي بداية فالمقال عنوانه لا يحترم الرأي الاخر ولكن مسألة النقاب مسألة خلافية بحتة والرأي الراجح فيها هو كونه فضيلة وليس فريضة بتاتا بل ان شيخنا الالباني الف في ذلك كتابا اسماه الرد المفحم على من خالف العلماء وتشدد وتعصب والزم المرأة بستر وجهها وكفيها واوجب والكتاب ماتع ورائع وهوليس رأي الالباني فقط بل رأي جمهرة العلماء وتقريبا هو رأي المذاهب الاربعة الشهيرة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة (حتى الحنابلة) والله اعلم وعلى العموم كلا طرفي الامر زميم وخير الامور الوسط فالنقاب وقع بين مجموعة تساهلت حتى قالت ان النقاب عادة جاهلية الى اخره وبين من قال انه فرض ملزم حتى وصلوا انهم اختلفوا هل تظهر نصف عينها اليسرى ام عينها ولا ادري من اين اتوا بهذا كله !!! ومن ترتدي الحجاب الشرعي ولم تغطي وجهها اثمة حتى ظهر بعض مشايخنا يسأله شاب انه خطب وخطيبته محجبة ولكنها لن تنتقب فقال له اتركها دهشت لما سمعت رأي الشيخ ولكن الصحيح اذا ارادت المرأة المسلمة ان تنتقب فلتنتقب ولكن اذا دعيت لكشف نقابها للا ستعلام عن هويتها فلا بد لها من الانصياع لذلك حتى لو كان الذي سيكشف عن وجهها رجل فقد ثبت في الاحاديث الصحيحة ان النساء كن كاشفات وجوههن على عصر النبي ومن ذلك قصة الفضل بن العباس رضي الله عنهما مع الخثعمية الحسناء، وتكرار نظره إليها وهو حاج ! وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتفي بصرف وجهه عنها، ولا يأمرها بأن تسدل على وجهها، وهذا هو وقت الفتنة بها، وسد الذريعة دونها بزعمهم، ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك، فدَّله فعله صلى الله عليه وسلم على بطلان ما ذهبوا إليه من إيجاب الستر كما هو ظاهر، لاتفاق العلماء على أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة وطالما انه يجوز ان يرى وجهها في الحج وهذا لا خلاف عليه فيجوز ان ينظر وجهها في الضرورة كالاستدلال عنها في قضية في لجنة امتحان خوفا من ان يكون تحت سترها هذا غش وهذا لا يستفز احد ولا يضايق احد وفي النهاية الاخ سامي مقلاته جريئة شوية ويحتاج ان يحترم الرأي الاخر اكثر من ذلك وعلى كل من يرد ايضا ان يحترم وجهة نظره حتى لوكانت خاطئة فيروى عن احمد بن حنبل انه كتب كتابا للرد على المعتزلة فعاب عليه تلاميذه انه قد بدأ بكتابة رأي المعتزلة اولا ثم علق عليه ونقده فقالوا ربما كاتب يقرأ الكتاب فيقتنع بالرأي الاول دونما ان يقرأ رايك ولكن هيها ت فاحمد بن حنبل اولا يثق في نفسه ويحترم اراء الاخرين لا للهمجية ولا للتعصب للاراء نعم للانفتاح والمناقشة والاحترام