كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس .. عوائده ألا يخيب سائلاً فيا حبذا في الناس هذي العوائد. جواد عشق الفضل ، وعادى خلق البخل وأحيا مهج البذل، فما حاتم في الجود ولا معن له مثل. غيث يجود بماله وبجاهه ، والجود كل الجود بذل الجاه يعد بالأجر فيما أنزل عليه من الذكر (من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها) ويندب إلى ذلك اشفعوا تؤجروا ، ويعد على ذلك بالأجر الجزيل فيقول: (ومن مشى في حاجة أخيه حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام) وفي الصحيح (و من مشى في حاجة أخيه كان خير له من اعتكاف عشر سنين ومن اعتكف يوماً إبتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق كل خندق أبعد مما بين الخافقين). ويثبت ذلك بفعله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح (أن مغيثاً عبد أسود كان له زوجة أمة هي بريرة قد عتقت ففسخت نكاحها من مغيث وذلك حق لها لأن زواجها وهي أمة إنما هو برغبة سيدها، كان مغيث يحبها حباً عظيماً، ويطوف خلفها بسكك المدينة يبكي تسيل دموعه على لحيته وبلاؤه أنه يحب من لا يحبه والقلوب بيد الله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم للعباس : يا عباس ألا تعجب من حب مغيث بريرة وبغض بريرة مغيثا. يأتي مغيث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاله أنت الندى وابن الندى وأبو الندى وحليف الندى ما للندى منه مذهب جمع القلوب مكسر وجموع فضلك سالمة اشفع لي يا رسول الله فيذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى بريرة ويقول يا بريرة زوجك وأبو ولدك لو راجعتيه فقالت : وقد استقر في نفسها التفريق بين أمره وبين شفاعته يا رسول الله أتأمرني فقال صلى الله عليه وسلم : لا إنما أنا شافع. فنظرت وقد قام فى نفسها من بغض مغيث وعدم قدرتها على معايشته ما جعلها أن ترد من يعظم رد شفاعته فتقول : لا حاجة لي فيه يا رسول الله)
والحال: لم لا يذوب القلب مما به تبلى بلاء و لكن تبلى فيه ما لا يذوب.
عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جاد بما لديه وإن رد فلا يضيره
فالغيث ليس يبالي حيث ما انسكبت منه الغمائم تربا كان أو حجرا .
فعليه الله صلى وعليه الله سلم
----------------------------------------------------
وفي النهاية هل شعرة بكونة يسري بين اضلعك ام راية عينيه تلمح قلبك
لا املك ان اقول في حبك - اعتذر يا رسول الله عما بدري مني من خطاء او نسيان -
اامل ان تكونو استفدتم - ولكم جزيل الشكر