تتواصل انتفاضة الأقصى ولم تهدأ - وكأن قمة شرم الشيخ لم تكن تجسيدًا لما يحدث على أرض الانتفاضة الحقيقية، ومع هذا فهناك انتفاضة من نوع جديد بدأت تظهر على الساحة، وهي انتفاضة الإنترنت ،تلك الانتفاضة التي أخذت بعدًا جديدًا، فمن المقاطعة والحشد والتعبئة إلى أفكار "جهادية" - على حد تعبير الرسائل المتداولة بين مؤيدي الانتفاضة -.
فبدلاً من الصوت المبحوح؛ لفتح الحدود للجهاد، وتلقين العدو درسًا في نصرة إخوانهم؛ مارس المسلمون في الغرب حلولهم العملية في طرق جهادية مبتكرة؛ إذ تدور في الْبُرُد الإلكترونية هذه المرة رسائل تحمل دعاوى الحرب الإلكترونية، التفاصيل مثيرة لنتابعها.
"وحرض المؤمنين".. لشن حرب إلكترونية
تحت دعوى "حرض المؤمنين"، وأن الحرب الدائرة هي حرب حقيقية، وأن قوانين الحرب هي التي يجب أن تسود، وبدلاً من أن تكون من طرف واحد، يجب على المسلمين أن يستعملوا ما يتاح لهم من أسلحة دونما شرط أو قيد، وأنه ما من محظور شرعي في هذا الصدد، وأن الفتاوى تتوالى من علماء الدين في كل مكان بوجوب الجهاد، وأنه "لا يُعدم المسلمون المتخصصون الذين يمكنهم أن يصيبوا الحياة الإسرائيلية والأمريكية وغيرهما بالإرباك والخسارة، وأن الأثر أبعد والخسارة أفدح والرد أبلغ، خاصة والأمريكان يعتمدون على الإنترنت حتى في حياتهم اليومية".
وحيث إنه من المعروف في مجال الكمبيوتر والإنترنت أن الفساد صناعة يهودية إسرائيلية بالأساس والتخصص والضلوع، وإذا كان لا يفل الحديد إلا الحديد، " لنكوهم بنارهم، وعندئذ ستكون النكاية أشد. وكل من يجد في نفسه القدرة على سل ذلك السيف وتسليطه على رقابهم، فليعمله وليستكمل ما يحتاجه". وتناشد الرسالة كل المتخصصين في مجال الكمبيوتر وصناعة البرمجيات؛ إذ لن يكلف ذلك إلا الجلوس خلف شاشة كمبيوتر. فالفيروسات وقرصنة البرامج وغيرها ما هي إلا " بضاعة إسرائيلية"، إذن:
الفيروسات بأنواعها
لماذا لا يطور مثلا أيًّا من Trojan horses, worms & logic bombs ؛ لإصابة أجهزة الكمبيوتر وشبكاتها؟ وما أسهل أن تستهدف تلك الفيروسات شبكات وأجهزة إسرائيل وأمريكا وأي هدف آخر له صلة بمناصرة إسرائيل، وما" أسهل ذلك وأيسره بالإنترنت".
اقتحام مواقع الإنترنت
أيضًا ليمارس الـ hackers هواياتهم في اقتحام المواقع الحساسة لـ " طغمة الشر"، وإرباك حياتهم الاقتصادية عن طريق mail bombs ؟ أيضًا لماذا لا يتم إتخام وسد خوادم الإنترنت أو حتى إعطابها عن طريق Denial of service attacks ؟
البنوك وبطاقات الائتمان
وإذا كانت رحى الحرب دائرة بالفعل، فإن أموال الكيان الصهيوني ليست محل نظر، ومرة أخرى ليست مسألة استنزاف أموال أرباب الربا ذات صعوبة بالمرة، خاصة أن المراهقين يسحبون من البنوك وأرصدة أصحاب البطاقات ما يشاءون من خلف أجهزة الكمبيوتر،" ولتصب هذه الأموال في مجرى الجهاد في سبيله، استشفاء لصدور قوم مؤمنين، فكم كبدوا المسلمين من الخسارة، وكم من الأموال اغتصبوا، وكم وكم…".
انتهت الرسالة، ولا نظن أن الأمر يقف عند هذا الحد؛ مما تتيحه الإنترنت من إمكانات جهادية، يسقط معها تعلل البعض بأنه ليس أمامنا إلا الدعاء والنصرة به، هناك بالإضافة إلى ما ذكر الكثير من الاقتراحات القابلة للتنفيذ للتحول إلى حيز التنفيذ!